النهوض بالاشتمال المالي: قصة نجاح "كليك" - نظام الدفع الفوري الذي أطلقته الشركة الأردنية لأنظمة الدفع والتقاص (جوباك)
نظرة عامة
في حزيران 2020، أطلقت الشركة الأردنية لأنظمة الدفع والتقاص -جوباك- نظام كليك، وهو نظام دفع فوري مبتكر يهدف إلى النهوض بالقطاع المالي في الأردن. جاء هذا النظام ليسهّل الحوالات الفورية بين البنوك لعملاء البنوك في الأردن ملتزماً بالمعايير الدولية للبنى التحتية للأسواق المالية ومستفيداً من أحدث تقنيات الدفع. وقد وضع نظام كليك الأردن في موقع ريادي وقيادي في عالم أنظمة الدفع، حيث قدّم نموذجًا يمكن أن تحتذي به الدول الأخرى.
لقد كان الدافع الرئيسي لإطلاق نظام كليك هو تلبية الطلب على تسريع المدفوعات التجارية، مما يمكّن من تدفق الأموال بين حسابات المرسل والمستلم في الوقت الفعلي. في الخلاصة، يعزز نظام كليك كفاءة النظام المالي في الأردن، ويقلل من الاعتماد على المعاملات النقدية من خلال تقديم بديل سهل ومريح، ويزيد من سرعة دوران النقد في الاقتصاد الأردني، ويخفف من الضغط على السيولة النقدية.
في كانون الأول2021، قامت جوباك بتحديث نظام الدفع بواسطة الهاتف النقال (جوموبي) إلى معيار ISO 20022 للرسائل المالية، وقد تمت عملية صياغة المفهوم والتصميم والتطوير والمصادقة التقنية (Technical Certification) بالتعاون مع البنوك ومقدمي خدمات الدفع عبر الهاتف النقال (mPSPs). تهدف هذه التحسينات إلى رفع كفاءة منظومة المدفوعات في الأردن وتعزيز الاشتمال المالي الرقمي، فمن خلال تحديث نظام جوموبي إلى نفس البنية التحتية المستخدمة في نظام كليك، أصبح بالإمكان إجراء تحويلات فورية قابلة للتشغيل البيني بين نظامي كليك وجوموبي (Interoperability)، مما يتيح لمستخدمي المحافظ الإلكترونية ومستخدمي البنوك تحويل الأموال بسهولة بين الحسابات البنكية وحسابات المحافظ الإلكترونية. إن هذه البنية التحتية الموحدة تحت معيار ISO 20022 تمثل تقدماً كبيراً في المدفوعات الرقمية، مما يوفر تجربة مالية أكثر كفاءة وسهولة في الوصول.
يعد نظام كليك، الذي يعتمد على معيار الرسائل المالية ISO 20022 والذي يتيح التشغيل البيني المتكامل من الأنظمة المتقدمة في البنية التحتية للأسواق المالية العالمية، مما يجعله إضافة قيمة إلى منظومة المدفوعات في الأردن وأحد الركائز الاستراتيجية لـشركة جوباك.
الخصائص الرئيسية لنظام كليك:
• متاح على مدار الساعة: يتيح نظام كليك للعملاء إرسال واستقبال الأموال في أي وقت ومن أي مكان، مما يوفر مرونة مالية حقيقية.
• التحويلات الفورية: يقوم نظام كليك بتنفيذ العمليات المالية في وقتها الفعلي، مما يحسن بشكل كبير من كفاءة النظام المالي في الأردن.
• إمكانية الوصول: نظام كليك مدمج في تطبيقات الهاتف المحمول المصرفية لـ 19 بنكًا في الأردن، مما يجعل خدمات كليك متاحة بسهولة لغالبية العملاء المصرفيين.
أهمية نظام كليك في تعزيز الاشتمال المالي ودوره على المستوى الاقتصادي الكلي في الأردن:
• تعزيز الاشتمال المالي
حقق نظام كليك قفزة نوعية في التزامنا بتحقيق الاشتمال المالي. من خلال تقديم حل رقمي للدفع يتميز بالسهولة والموثوقية، يضمن كليك مشاركة مجموعة واسعة من المستخدمين في الاقتصاد الرقمي، بما في ذلك أولئك المستبعدون من الخدمات المصرفية التقليدية. وقد ساعد تعاوننا مع 19 بنكًا والعديد من مزودي خدمات الدفع عبر الهاتف النقال في تحقيق هذه الشمولية، مما يمكّن الأفراد والشركات الصغيرة من استخدام أدوات فعالة لإدارة شؤونهم المالية.
• تعزيز النشاط الاقتصادي
إن أحد الآثار الرئيسية المترتبة على إطلاق نظام كليك هو قدرته على تسريع حركة النقد داخل الاقتصاد الأردني. فمن خلال تمكين المعاملات الفورية، يعزز نظام كليك كفاءة تداول الأموال واستخدامها. وتساهم هذه السرعة المتزايدة في دوران النقد في تعزيز النشاط الاقتصادي ككل، مما يتيح للشركات والعملاء الأفراد العمل بشكل أكثر فعالية وبثقة أكبر ويعزز تقليل الاعتماد على النقد "الكاش" ، مما يسمح بتفاعلات مالية أكثر ديناميكية.
• تقليل ضغوط السيولة
يعمل نظام كليك على تنفيذ المدفوعات بشكل فوري ومواجهة تحديات السيولة، خاصة خلال عطلات نهاية الأسبوع والإجازات عندما تكون الخدمات المصرفية التقليدية غير متاحة. يضمن هذا الوصول المستمر إلى الأموال تمكين الأفراد والشركات من تلبية التزاماتهم المالية دون انقطاع، إذ تعد هذه القدرة ضرورية لاستقرار النظام المالي ودعم المرونة الاقتصادية.
• دعم الأهداف الحكومية والتنظيمية
يتماشى نظام كليك مع أهداف الحكومة الأردنية في تعزيز الاشتمال المالي، والحد من الاقتصاد غير الرسمي، وتعزيز الاستقرار الاقتصادي. من خلال تقديم نظام دفع آمن وفعال ونزهيه، يدعم كليك الجهود التنظيمية في مراقبة وإدارة المعاملات المالية بشكل أكثر فعالية. ويؤكد هذا التوافق على أهمية النظام الاستراتيجية في تشكيل مشهد مالي أكثر شمولًا واستدامة في الأردن.
مها البهو، الرئيس التنفيذي لشركة جوباك، عن دور كليك المحوري في تعزيز الاشتمال المالي في الأردن
لقد برز نظام كليك بدوره التحويلي في عالم المدفوعات الفورية، حيث لم يقدم حلًا مريحًا وميسور التكلفة فحسب، بل أتاح خدمة سهلة الاستخدام للأفراد. وقد كان تأثير نظام كليك على الاشتمال المالي الوطني كبيرًا، حيث شجع العديد من الأفراد الذين لا يمتلكون حسابات بنكية أو محافظ رقمية على الانضمام لها. وكعنصر رئيسي في دفع الأردنيين إلى الانخراط في الخدمات المصرفية، لعب كليك دورًا حيويًا في توسيع الاشتمال المالي الرقمي.
في السابق، تردد العديد من الأفراد الذين يتعاملون في الخدمات البنكية التقليدية في تبني الأدوات المالية الرقمية بسبب عدم ثقتهم بها. ومع ذلك، فقد نجح نظام كليك في سد هذه الفجوة بفضل سهولة ويسر استخدامه، مما عزز الثقة الوطنية في الخدمات المالية الرقمية. بفضل تشغيله البيني بين الحسابات البنكية والمحافظ الرقمية، أصبح اعتماد الخدمات المالية الرقمية في المملكة أكثر بساطة، مما جعل الحوالات والمدفوعات بين المستخدمين سهلة للغاية.
من منظور اقتصادي، أحدث نظام كليك ثورة في طرق الدفع من خلال تقديم خدمة آمنة وفعالة على مدار الساعة. وسرعان ما أصبح الخيار المفضل للمدفوعات والحوالات، مما عزز سرعة دوران الأموال في الاقتصاد. وقد قلل نظام كليك بشكل كبير الاعتماد على النقد والشيكات، إذا ينفذ أكثر مما معدله 5 ملايين عملية شهريًا، وأصبح الطريقة الرئيسية للدفع لكل من الأفراد والشركات الصغيرة، مما أسهم في إعادة تشكيل المشهد المالي في الأردن.
الخلاصة
في الختام، نظام كليك ليس مجرد نظام دفع، بل يمثل قفزة نوعية في مشهد التكنولوجيا المالية في الأردن. فمن خلال تقديم حلول دفع فورية وموثوقة وسهلة الوصول، يعزز نظام كليك الاشتمال المالي ويبسّط المعاملات ويزيد من كفاءة النظام المالي في الأردن. إن تكامله مع تطبيقات البنوك عبر الهواتف المحمولة والتزامه بالمعايير الحديثة يضمنان التوافق السلس ويوفران ميزات أمان متقدمة، مما يجعله معيارًا عالميًا لأنظمة الدفع.
تقدم تجربة نظام كليك في الأردن رؤى قيمة للدول الأخرى التي تسعى لتطبيق أنظمة مماثلة. فمن خلال تبني معايير دفع متقدمة وضمان التوافق بينها، يمكن للدول تعزيز بنيتها التحتية المالية، وتحفيز النمو الاقتصادي، وتعزيز الاشتمال المالي. يُبرز نجاح نظام كليك أهمية الابتكار والتعاون في تطوير حلول مالية قوية تلبي الاحتياجات المتغيرة للمستهلكين والمؤسسات، حيث وضعت هذه التجربة الأردن كنموذج للابتكارات العالمية في مجال التكنولوجيا المالية نحو نظام مالي أكثر شمولاً وكفاءة.